اختبار الشخصية الانفصامية هو موضوع مقالنا عبر موقعكم «زاوية نفسية»، حيث نناقش معكم كافة الجوانب المتعلقة، ونجيبكم على كافة الأسئلة الشائعة، لذا تابعوا السطور القادمة لمزيد من التفاصيل.
يُعد اضطراب الهوية التفارقي (المعروف بالشخصية الانفصامية) من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وغموضًا. يتميز بوجود أكثر من شخصية أو هوية داخل الفرد الواحد، حيث قد تختلف كل شخصية في تصرفاتها، سلوكها، وحتى ذاكرتها. لفهم هذا الاضطراب بشكل أعمق، قد يتطلب الأمر إجراء اختبار الشخصية الانفصامية كجزء من عملية التشخيص. في هذا المقال، سنتحدث عن ماهية هذا الاختبار، كيف يتم إجراؤه، وما يمكن أن نتعلمه منه، بالإضافة إلى استعراض الأعراض والعلاج المتاح.
ما هو اضطراب الشخصية الانفصامية؟
اضطراب الهوية التفارقي (Dissociative Identity Disorder – DID) هو حالة نفسية تتميز بتواجد شخصيتين أو أكثر داخل الفرد، حيث يمكن لكل شخصية أن تكون مستقلة وتعمل بشكل مختلف تمامًا عن الأخرى. غالبًا ما يظهر هذا الاضطراب نتيجة لتعرض الشخص إلى صدمات نفسية أو جسدية كبيرة في مرحلة الطفولة. تتفاوت الشخصيات في هويتها وسلوكياتها، وقد تكون هناك فترات فقدان ذاكرة عند انتقال الفرد بين شخصياته.
أعراض اضطراب الشخصية الانفصامية
يتسم اضطراب الهوية التفارقي بعدة أعراض، وقد تظهر بعض الأعراض بشكل خفي أو يصعب التعرف عليها. أهم هذه الأعراض:
- وجود هويات متعددة: يكون لدى الفرد شخصيات متعددة، وتتميز كل منها باسم وسلوكيات وعمر مختلف.
- فقدان الذاكرة: يعاني الشخص المصاب من فقدان الذاكرة خلال فترات انتقاله بين الشخصيات. قد لا يتذكر الشخص ما فعله أو قاله عندما كانت الشخصية الأخرى هي المسيطرة.
- التفكك والانفصال عن الواقع: يشعر المريض أحيانًا بأنه منفصل عن جسده أو أن العالم من حوله ليس حقيقيًا.
- الاضطرابات النفسية الأخرى: مثل الاكتئاب، القلق، أو اضطرابات النوم.
- تغييرات في السلوك والمزاج: تختلف هذه التغييرات بين الشخصيات المتعددة، حيث قد تكون إحدى الشخصيات هادئة والأخرى عدوانية.
يهمك:
- خطة تعديل سلوك الخوف من المدرسة .. تفاصيل المواجهة
- مرض نفسي جنون الارتياب .. ما حقيقته وهل له علاج – ملف
- عندما تتحول الأفكار إلى هواجس.. رحلة عبر أدوية علاج البارانويا
ما هو اختبار الشخصية الانفصامية؟
اختبار الشخصية الانفصامية هو أداة تُستخدم لتقييم وجود اضطراب الهوية التفارقي لدى الشخص. يعتبر هذا الاختبار جزءًا من عملية التشخيص التي يقوم بها الطبيب النفسي أو المعالج النفسي. يهدف الاختبار إلى فحص الأعراض التفارقية، ويعتمد على مقابلات سريرية معمقة وأدوات تقييم نفسية محددة.
كيفية إجراء اختبار الشخصية الانفصامية
عادةً ما يتضمن اختبار الشخصية الانفصامية سلسلة من الأسئلة التي تهدف إلى اكتشاف جوانب متعددة من الحالة النفسية للمريض. تشمل هذه الأسئلة تقييمًا للأعراض التالية:
- هل تشعر بأنك شخص آخر أحيانًا؟
- هل توجد فترات لا تتذكر فيها ماذا فعلت أو كيف تصرفت؟
- هل تشعر بالانفصال عن الواقع أو جسدك في بعض الأحيان؟
- هل تشعر بأنك تحت تأثير قوى خارجية تسيطر على أفعالك أو مشاعرك؟
هذه الأسئلة، بالإضافة إلى تحليل تاريخ الصدمات النفسية التي تعرض لها الفرد، تساعد الأطباء في تقييم مدى احتمال وجود اضطراب الهوية التفارقي.
أدوات التشخيص الشائعة لاضطراب الشخصية الانفصامية
بالإضافة إلى الاستبيانات، قد يعتمد الأطباء على عدة أدوات تشخيصية متخصصة، منها:
- مقياس تجارب التفكك (Dissociative Experiences Scale – DES): يساعد في قياس مدى تعرض الشخص لتجارب التفكك والانفصال عن الواقع.
- مقياس التشخيص التفارقي (Structured Clinical Interview for Dissociative Disorders – SCID-D): يعتبر هذا الأداة الذهبية في تشخيص اضطرابات التفكك.
هل اختبار الشخصية الانفصامية دقيق؟
في حين أن اختبار الشخصية الانفصامية يعتبر جزءًا مهمًا من عملية التشخيص، إلا أنه ليس الأداة الوحيدة التي يتم الاعتماد عليها. غالبًا ما يكون هذا الاختبار مصحوبًا بتقييم شامل للحالة النفسية والاجتماعية للشخص. قد يتم استخدام اختبارات إضافية مثل التصوير العصبي والفحوصات النفسية للحصول على فهم أعمق للحالة.
العلاج المتاح لاضطراب الشخصية الانفصامية
بعد تشخيص اضطراب الشخصية الانفصامية، يركز العلاج عادةً على استعادة الاستقرار النفسي للمريض. يتضمن العلاج الخطوات التالية:
- العلاج النفسي: يُعتبر العلاج النفسي الطويل الأمد (Psychotherapy) الأداة الأساسية لعلاج اضطراب الشخصية الانفصامية. يساعد العلاج المريض على استكشاف الصدمات النفسية التي تسببت في اضطراب الهوية، والتعامل مع الشخصيات المختلفة وتحقيق التوافق بينها.
- العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy – CBT): يساعد في معالجة الأفكار والمشاعر السلبية التي قد تنشأ بسبب الاضطراب، وتحسين قدرة المريض على التعامل مع الحياة اليومية.
- العلاج بالأدوية: قد يتم وصف بعض الأدوية للتعامل مع الأعراض المرتبطة بالاكتئاب أو القلق أو اضطرابات النوم التي قد ترافق اضطراب الهوية التفارقي.
- العلاج بالتنويم المغناطيسي: في بعض الحالات، قد يتم استخدام التنويم المغناطيسي كجزء من عملية العلاج النفسي، لمساعدة الشخص على استعادة الذكريات المكبوتة وتعلم كيفية التحكم في الشخصيات المختلفة.
أحصل على تقييم سري لحالتك عبر الهاتف
أهمية طلب المساعدة المهنية
اضطراب الهوية التفارقي هو حالة نفسية خطيرة تتطلب تدخلًا مهنيًا. قد يكون من الصعب على المريض أن يدرك أنه يعاني من هذا الاضطراب دون مساعدة متخصص. إذا كنت تشعر أنك تعاني من أعراض مماثلة لما تم وصفه، فمن المهم البحث عن استشارة نفسية مهنية لتقييم حالتك بشكل صحيح والبدء في العلاج المناسب.
الخاتمة
اختبار الشخصية الانفصامية هو خطوة مهمة في عملية التشخيص لاضطراب الهوية التفارقي. يعد فهم الأعراض والعلاج المناسب هو السبيل الأول للتعامل مع هذا الاضطراب النفسي. إذا كنت تعتقد أنك أو شخصًا تعرفه يعاني من هذا الاضطراب، فإن استشارة طبيب نفسي متخصص هي الخطوة الأهم. الاكتشاف المبكر والتدخل المناسب يمكن أن يساعدا في تحقيق الاستقرار النفسي والعيش بحياة أفضل.
يسعدنا متابعتكم واستقبال استفسارتكم واستشاراتكم على وسائل التواصل الخاصة بنا .. يمكنكم التواصل معنا عبر الواتساب – الفيس بوك – انستجرام – تويتر –لينكدان – ومتابعة محتوانا على قناة اليوتيوب.